والكلام في أحوالنا !  كتابة / ماجد شاهين

نيسان ـ نشر في 2015/10/02 الساعة 00:00
( 1 ) السخرية ، ليست ترفاً أو هروباً من موقف ، وإن بدت مكتظّة بالفانتازيا والغرائبيّة ! .. السخرية ، تعبير / أداء غير مألوف عن حالة صارت مألوفة ، لشراء موقف ( ناقد / صارم / رافض ) أو توليده أو استحضاره لدى المتلقّي لإنضاج مشهد طازج فيه نزوع نحو التحوّل والتغيير . .. السخرية تعني أن ندفع المقهور للضحك على الظالم ، فيما ندفع الظالم للضحك على نفسه وربّما احتقارها وتقريعها . ( 2 ) لأن ّ حبالها تالفة أو ثقوبها واسعة بما يكفي لهروب السمك، ليس " كارثيّا ً " أن تخرج شبكتك من البحر خالية الوفاض ، فارغة ً من الصيد ... لكنّ الكارثيّ أن تعود أنت و تستخدم " الشبكة التالفة " ذاتها في رحلة صيد أخرى ! ( 3 ) هنا ، هذه أزماتنا ! بين الأفراد ، و كذلك الجماعات ، الآن تتوه بوصلات كثيرة و تضطرب أحوال و تنقلب رؤوس و لا وضوح فعليّا ً في المواقف ! أزمة وضوح أزمة ثقة أزمة مفاهيم أزمة عناوين ملتبسة أزمة رأي أزمة تشظيات نفسية أزمة انحيازات أزمة ترقّبات و تربّصات أزمات صراع بين المكشوف والمخبوء و المُعلَن والمسكوت عنه ! أزمة كبرى في لهجات الخطاب و مفاتيحه و أسبابه و توظيفاته ! .... الآن ، إمّا أن كلّ واحد منّا يريد إجابات عن الأسئلة على مقاساته و بما يوافق أهواءه ، أو أنّنا تائهون ولا نعرف ماذا نريد ! .... أمّا أسباب الأزمات كلّها ، ورغم أنّني لم أعد أفهم شيئاً ، إلا ّ أنني أحصرها في أمر واحد له تفرّعاته : .. نحن منذ البدء انخرطنا في التحسيس الاجتماعيّ السياسيّ والطبطبة و لم نكن نقرأ المكاتيب من متونها بل كنّا نكتفي بالعناوين و كنّا كلّما دهمنا عنوان شائك أو ملتبس حاولنا إرجاء الحوار فيه وعنه إلى أن تراكمت الأحمال واتّسعت مساحة القلق . و قد نضيف ُ أسبابا ً أخرى انشغلنا بها و من بينها " العنتريّات والعنجهيّات الزائفة " والبطولات الكرتونية و التقسيمات الأفقية والعامودية وما فرّخت من حالات وتربّصات . ( 4 ) .. و أنّ كثيراً من " حصص الحبّ " في عالمنا العربيّ ، تُدار و تُدرّس ُ ، بلا محبـّين ٍ ! تماما ً ، مثلما تُدار حصص التقوى في غياب التقاة . ( 5 ) المسرح ُ يضيقُ الآن بالممثلين .. المسرح فاض َ باللاعبين ، منهم من يتمرّن للوقوف على حوافّ المشهد ومنهم من ينتظر فرصته في اللعب ومنهم من رفع الجمهور بطاقة حمراء في وجهه ! ... الجمهور قد يغيّر شروط اللعبة ، إمّا بمغادرة المسرح أو بطرد المخرج وكاتب السيناريو و كثير من الممثلين الزائدين عن الحاجة . ... الارتباك سائد في المشهد ، و الوجوه يابسة وعابسة و فيها تقطيب و وجوم وألوان غير اعتيادية ... العارفون في أصول اللعبة الفنيّة يقولون أن الخراب كلّه وقع بسبب من غياب " مسؤول المكياج ومصمّم الملابس والرقصات " ، فاختفاؤه أتاح فرصاً لتكريس الفوضى . .... المسرح ازدُحِم ، والجمهور يغرّد على هواه ، والممثلون نسوا النصّ و يعالجون المشهد بالارتجال .
    نيسان ـ نشر في 2015/10/02 الساعة 00:00